مجتمع لوزارد lwazard™ community
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقف ( السلف ) من [ أهل البدع والأهواء ]

اذهب الى الأسفل

موقف ( السلف ) من [ أهل البدع والأهواء ] Empty موقف ( السلف ) من [ أهل البدع والأهواء ]

مُساهمة من طرف جمال الثلاثاء 28 ديسمبر 2010 - 21:07

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا وحبيبنا وقرة أعيينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ،، وبعد :
من أصول عقيدة السلف الصالح؛ أهل السنة والجماعة:
أنهم يبغضون أهل الأهواء والبدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ،
ولا يحبونهم، ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم ،
ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم ،
وبيان حالهم وشرهم، وتحذير الأمة منهم، وتنفير الناس عنهم .

قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
(( ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي؛ إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره؛ ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون؛ فمن جاهدهم بيده؛ فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه؛ فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه؛ فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل))
صحيح سنن أبي داود لألباني

وقال :
((سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم؛ فإياكم وإياهم)) رواه مسلم .

وأهل السنة والجماعة يعرِّفون البدعة :
بأنها ما استحدثت بعد النبي – صلى الله عليه وسلم- من الأهواء، وما ابتدع من الدين بعد الكمال ،
وهي كل أمر لم يأت على فعله دليل شرعي من الكتاب والسنة،
وهي أيضا ما أحدث في الدين من طريقة تضاهي الشريعة بقصد التعبد والتقرب إلى الله ولذا البدعة تقابل السنة ،
غير أن السنة هدى والبدعة ضلال.

والبدعة : عندهم تنافي كمال التوحيد، وهي وسيلة من وسائل الشرك، وهي قصد عبادة الله تعالى بغير ما شرع به، والوسائل لها حكم المقاصد، وكل ذريعة إلى الشرك في عبادة الله أو الابتداع في الدين يجب سدها؛ لأن الدين قد اكتمل.

قال تعالى:
{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً }
[ المائدة : 3 ] .

وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رد) متفق عليه.

وقال:
(( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا؛ فهو رد))
رواه مسلم .

وكان يقول في خطبه :
(( فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة ))

وأهل السنة والجماعة لا يرون بأن البدعة على مرتبة واحدة :
بل هي متفاوتة بعضها يخرج من الدين، وبعضها بمثابة كبائر الذنوب ،
وبعضها يعد من الصغائر، ولكن كلها تشترك في وصف الضلالة ؛
فالبدعة الكلية عندهم ليست كالبدعة الجزئية، والمركبة ليست كالبسيطة ،
والحقيقية ليست كالإضافية، لا في ذاتها، ولا في حكمها ؛

كما أن البدع مختلفة في حكمها فبعضها كفر، وبعضها فسق فهي متفاوتة في أحكامها ، وكذلك تفاوت حكم فاعلها ،
ومن هذا فإن أهل السنة لا يطلقون حكما واحداً لأهل البدع
بل يتفاوت الحكم من الشخص إلى الآخر حسب بدعته ؛
فالجاهل والمتأول ليس كالعالم بما يدعو، والعالم المجتهد ليس كالعالم الداعي لبدعته والمتبع للهوى،
ولذا لا يعاملون المستتر ببدعته كما يعاملون المظهر لها،
أو الداعي إليها لأن الداعي إليها يتعدى ضرره إلى غيره فيجب كفه، والإنكار عليه علانية ،
ولا تبقى له غيبة، ومعاقبته بما يردعه عن ذلك فهذه عقوبة له
حتى ينتهي من بدعته لأنه أظهر المنكرات فاستحق العقوبة .

ولذا فأهل السنة يقفون مع كلٍّ موقفاً يختلف عن الآخر، ويرحمون عامة أهل البدع ومقلديهم ،
ويدعون لهم بالهداية، ويرجون لهم السنة والهدى، ويبينون لهم ذلك حتى يتوبوا ،
ويحكمون عليهم بالظاهر، ويكلون سرائرهم إلى الله تعالى إذا كانت بدعتهم غير مكفرة .

علامات أهل الأهواء والبدع

ولأهل الأهواء والبدع علامات تظهر عليهم ويعرفون بها ،
وقد أخبر الله تعالى عنهم في كتابه، ورسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في سنته ،
وذلك تحذيراً للأمة منهم، والنهي عن سلوك مسلكهم .

ومن علامتهم :
الجهل بمقصد الشريعة ، الفرقة والتفرق ومفارقة الجماعة ، الجدل والخصومة ،
اتباع الهوى ، تقديم العقل على النقل ، الجهل بالسنة ، والخوض في المتشابه ،
ومعارضة السنة بالقرآن ، التغالي في تعظيم الأشخاص ، والغلو في العبادة ،
التشبه بالكفار ، إطلاق الألقاب المنفرة على أهل السنة ، وبغض أهل الأثر ،
ومعاداتهم لحملة أخبار النبي صلى عليه وسلم والاستخفاف بهم ،
تكفير مخالفيهم بغير دليل ، واستعانتهم على أهل الحق بالولاة والسلاطين .

وأهل السنة والجماعة يرون بأن أصول البدع أربعة:
الروافض ، والخوارج ، والقدرية ، والمرجئة ؛
ثم تشعب من كل فرقة، فرق كثيرة، حتى استكملوا اثنتين وسبعين فرقة ،
كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

ولأهل السنة والجماعة جهود طيبة في الرد على أهل الأهواء والبدع ،
وكانوا دائماً لهم بالمرصاد ، وأقوالهم في أهل البدع كثيرة جداً ،

نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: -

قال الإمام أحمد بن سنان القطان رحمه الله تعالى :
[ ليس في الدنيا مبتدع؛ إلا وهو يبغض أهل الحديث، فإذا ابتدع الرجل؛ نزعت حلاوة الحديث من قلبه ]
التذكرة للإمام النووي .

وقال الإمام أبو حاتم الحنظلي الرازي رحمه الله تعالى :
[ علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر،
وعلامة الزنادقة : تسميتهم أهل الأثر حشوية، يريدون إبطال الآثار .
وعلامة الجهمية : تسميتهم أهل السنة مشبهة .
وعلامة القدرية : تسميتهم أهل السنة مجبرة .
وعلامة المرجئة : تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية .
وعلامة الرافضة : تسميتهم أهل السنة ناصبة .
ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء ]
كتاب أصل السنة واعتقاد الدين للرازي .

وقيل للإمام أحمد بن حنبل- رحمه الله- :
ذكروا لابن قتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال:
"أصحاب الحديث قوم سوء "
فقام أحمد بن حنبل وهو ينفض ثوبه ويقول:
[ زنديق، زنديق، زنديق، حتى دخل البيت ]
شرح السنة للبربهاري.

والله تعالى حفظ أهل الحديث وأهل السنة من كل هذه المعايب التي نسبت إليهم ،
وهم ليسوا إلا أهل السنة السنية والسيرة المرضية والسبل السوية والحجج البالغة القوية .

وقد وفقهم الله لاتباع كتابه ، واقتداء سنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،
وشرح صدورهم لمحبته ، ومحبة أئمة الدين ، وعلماء الأمة العاملين
ومن أحب قوماً فهو منهم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
(( المرء مع من أحب )) رواه البخاري .

فمن أحب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأصحابه رضي الله عنهم ،
والتابعين لهم ، واتباع التابعين ؛ من أئمة الهدى، وعلماء الشريعة ،
وأهل الحديث والأثر من القرون الثلاثة المفضلة ، ومن تبعهم إلى يومنا هذا؛ فاعلم أنه صاحب سنة .

من وصايا أئمة السلف
في التحذير من أهل البدع

قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
" سيأتي أناس سيجادلونكم بشبهات القرآن؛ خذوهم بالسنن؛ فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله " .

وعن عبد الله بن عمر؛ أنه قال لمن سأله عن المنكرين للقدر :
" إذا لقيت أولئك؛ فأخبرهم أن ابن عمر منهم بريء، وهم منه برآء؛ ثلاث مرات " .

قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :
" لا تجالس أهل الأهواء ؛ فإن مجالستهم ممرضة للقلب " .

قال العالم الزاهد الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى :
"صاحب البدعة؛ لا تأمنه على دينك، ولا تشاوره في أمرك، ولا تجلس إليه،
ومن جلس إلى صاحب بدعة؛ أورثه الله العمى (يعني في قلبه) " .

قال الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى :
" أبى الله تبارك وتعالى أن يأذن لصاحب هوى؛ بتوبة " .

قال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى :
" اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً؛ فيحبه قلبي " .

قال أمير المؤمنين في الحديث سفيان الثوري رحمه الله :
" من أصغى سمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم أنه صاحب بدعة؛ نزعت منه العصمة، ووكل إلى نفسه " .

وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى:
" لا تمكنوا صاحب بدعة من جدلٍ؛ فيورث قلوبكم من فتنته ارتياباً ".

قال محمد بن سيرين – رحمه الله- محذراً من البدع :
" ما أحدث رجل بدعة؛ فراجع سنة " .

قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى :
" لا ينكح أهل البدع ولا ينكح إليهم ولا يسلم عليهم " .

وعن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى :
أنه رأى قوماً يتكلمون في شيء من الكلام (الفلسفة) فصاح ، وقال:
" إما أن تجاورونا بخير، وإما أن تقوموا عنا ".

قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى :
" إن أهل البدع والأهواء؛ لا ينبغي أن يستعان بهم في شيء من أمور المسلمين ؛
فإن في ذلك أعظم الضرر على الدين "
وقال : " احذر البدع كلها، ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك "
قال الإمام عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله تعالى :
" إنه ليس في أصحاب الأهواء شر من أصحاب جهم؛ يردون على أن يقولوا :
[ ليس في السماء شيء ] : أرى والله ألا يناكحوا، ولا يوارثوا ".

وقال أبو قلابة البصري رحمه الله تعالى :
"لا تجالسوا أهل الأهواء؛ فإنكم إن لم تدخلوا فيما دخلوا فيه؛ لبسوا عليكم ما تعرفون " .

وقال أيوب السختياني رحمه الله تعالى :
" إن أهل الأهواء أهل ضلالة ولا أرى مصيرهم إلا النار " .

وقال أبو يوسف القاضي رحمه الله تعالى:
" لا أصلي؛ خلف جهمي، ولا رافضي، ولا قدري ".

وقال شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل الصابوني رحمه الله :
" وعلامات أهل البدع على أهلها بادية ظاهرة، وأظهر آياتهم وعلاماتهم
شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، واحتقارهم لهم ،
وتسميتهم حشوية ، وجهلة ، وظاهرية، ومشبهة ،
اعتقاداً منهم في أخبار رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أنها بمعزل عن العلم ،
وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة " .

وقد بين الإمام الشافعي، رحمه الله تعالى، حكم أهل البدع والأهواء، في قوله :
" حكمي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد، ويحملوا على الإبل ،
ويطاف بهم في العشائر والقبائل؛ ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأخذ في الكلام "

وقال أبو محمد الحسين بن مسعود ابن الفراء البغوي :
"قد مضى الصحابة والتابعون وأتباعهم وعلماء السنة؛ على معاداة أهل البدع ومهاجرتهم " .

وقد نقل الإمام إسماعيل الصابوني في كتابه القيم (عقيدة السلف أصحاب الحديث) :
إجماع أهل السنة على وجوب قهر أهل البدع وإذلالهم ؛ فقال رحمه الله تعالى :
" وهذه الجمل التي أثبتها في هذا الجزء؛ كانت معتقد جميعهم لم يخالف فيها بعضهم بعضاً ؛
بل أجمعوا عليها كلها، واتفقوا مع ذلك على القول /
بقهر أهل البدع ، وإذلالهم ، وإخزائهم ، وإبعادهم ، وإقصائهم ،
والتباعد عنهم ، ومن مصاحبتهم ، ومعاشرتهم،
والتقرب إلى الله عز وجل بـ مجانبتهم ، و مهاجرتهم " .

نقلا من كتاب الوجيز في عقيدة السلف الصالح
__________________
قال الشافعي رحمه الله في رسالته - متحدثا عن السلف الصالحين - :

(( هُمْ فَوْقَنَا فِي كُلِّ عِلْمٍ وَعَقْلٍ وَدِينٍ وَفَضْلٍ وَكُلِّ سَبَبٍ يُنَالُ بِهِ عِلْمٌ أَوْ يُدْرَكُ بِهِ هُدًى وَرَأْيُهُمْ لَنَا خَيْرٌ مِنْ رَأْيِنَا لِأَنْفُسِنَا ))

المصدر مجموع فتاوى شيخ الإسلام بن تيمية
جمال
جمال
•-«[ عضو فعال ]»-•
•-«[ عضو فعال ]»-•


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى