مجتمع لوزارد lwazard™ community
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة رقم (2) عن الملحين في الدعاء

اذهب الى الأسفل

قصة رقم (2) عن الملحين في الدعاء Empty قصة رقم (2) عن الملحين في الدعاء

مُساهمة من طرف وردة الربيع الأحد 17 فبراير 2019 - 13:25

أعطتني إحدى الأخوات أمانة ولم تكن تحب أن يطلع عليها أحد، وكنت أحمل هم إرجاع هذه الأمانة كما هي مع المحافظة عليها، وحدث أني كنت في طريقي إلى تلك الأخت حاملة معي الأمانة مع حرصي الشديد عليها، وصادف في هذا اليوم بالتحديد أن ركبنا سيارة أجرة، وذهبنا إلى منزل أقرباء لنا يسكنون بجوار منزل هذه الأخت، وكنت أنوي المكوث عندهم قليلاً ثم أذهب إليها وأسلمها أمانتها، وبعد وصولنا بفترة وجيزة اكتشفت أني نسيت تلك الأمانة في سيارة الأجرة، أرسلت بعض الأطفال خلفه علَّه لم يبتعد كثيرًا، ولكن لا أثر له.
كان موقفًا محرجًا للغاية فقد استأمنتني هذه الأخت على ما لم تستأمنه لأحد أبدًا وها أنا أضيع الأمانة للأبد في سيارة أجرة عابرة لا أعرف صاحبها ولا رقمها ولا أين وجهتها، والأدهي من ذلك أنه لا يعرف مكان إقامتي. المهم أني واصلت طريقي إلى الأخت وأخبرتها بما حصل، وحتمًا سيدلك ذكاؤك على دقة الموقف وشدة الحرج الذي كنت فيه في تلك اللحظات، ولأنه موقف مر بي شخصيًا فسأصف لك حالتي في الأيام التالية لذلك اليوم، فقد كنت أشعر بضيق شديد وأحمل همًا كبيرًا، وأشعر أن حملاً ثقيلاً يجثم علي ويمنعني من التنفس, تشتت أفكاري وأصبحت تتمركز حول نقطة واحدة ألا وهي: الأمانة المفقودة، بالرغم من أن الأخت جزاها الله خيرًا قد هونت الأمر علي ولكنه لم يكن خافيًا علي أن تلك الأمانة كانت شيئًا ثمينًا بالنسبة لها، وتعتز بها كثيرًا، حاولت أن أتجاهل الموضوع ولكن لم يكن الأمر بتلك السهولة، وكان أملي الوحيد هو أن يكون صاحب سيارة الأجرة أمينًا وأن يعيد الأمانة إلى البيت الذي أنزلنا فيه، ولكن كنت وجلة أيضًا من أن يطلع عليها أحد من أهل ذلك البيت، فإن ضياعها أهون على من اطلاع أحد عليها خاصة إذا كانت له علاقة بي.. لم أحب أبدًا أن أفضل في حفظ أمانة استؤمنت عليها وإن كانت بسيطة.. وأوصيت هؤلاء الأقرباء بألا يطلع على تلك الأمانة أحد لو تمت إعادتها، وأن يوصلوها إلي أو إلى صاحبتها كما هي، وبالرغم من ثقتي فيهم إلا أن الشك الإنساني بداخلي لا يزال قائمًا.
علمت وقتها أن لا ملجأ من الله إلا إليه، وعلمت أن من قدر ضياع هذا الشيء بالرغم من حرصي عليه، هو وحده القادر على إرجاعه وإخراجي من الموقف الحرج. كنت واثقة من أن الله قادر على ذلك، وكنت واثقة ثقة كبيرة أيضًا أن الله لن يدر دعائي إذا دعوته، ولن يخيب رجائي إذا رجوته، ولن يضيع هذه الأمانة إذا استأمنته إياها. لذا كنت أدعو في الثلث الأخير من الليل في كل ليلة بحماس شديد، كنت أقول: «اللهم إني أستودعك هذه الأمانة فاحفظها بحفظك يا من لا تضيع الودائع عنده» كنت أدعو أن لا يطلع عليها أحد وكنت أردد صباحًا أثناء جلوسي في خلوة مع نفسي أو حتى مع الناس قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}، مائة مرة أو أكثر، وكذلك قوله تعالى: {قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}، أيضًا وبكثرة دعاء يونس  وأدعية كثيرة علمني إياها والدي جزاه الله خيرًا، وفي كل مرة كانت تزداد ثقتي أن الأمانة سترجع إلى بإذن الله، كنت أقول لأطمئن نفسي أنها سترجع بإذن الله وأن أملي عظيم في الله.
نعم أخي كما استنتجت تمامًا، فقد رجعت ولكن كيف؟! فبعد ثلاثة أيام فقط ذهبنا إلى أولئك الأقارب وبعد صلاة المغرب وبينما نحن جلوس وكنت قبلها بقليل أردد بعض الدعية بخصوص ذلك الشيء، فإذا بصاحب سيارة الأجرة يعيد تلك الأمانة وأنا حاضرة. وهكذا عادت إلي ضالتي مع ضماني بعد اطلاع أحد عليها في غيابي، والعجيب في الأمر أن الرجل ذكر أنه حضر لذلك المنزل مرتين لإعادتها ولكنه لم يجد أحدًا في المنزل.
فسبحان الله! من أعاد تلك الأمانة؟ من حفظها من الضياع؟ من أوحى إلى صاحب السيارة بإرجاعها؟ من ساقني إلى بيت أقاربي في ذلك اليوم بالتحديد لأصادف مجيئه؟
وردة الربيع
وردة الربيع
•-«[ مبدع جديد ]»-•
•-«[ مبدع جديد ]»-•


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى