مجتمع لوزارد lwazard™ community
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الخيرة فيما اختاره الله لنا

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

الخيرة فيما اختاره الله لنا Empty الخيرة فيما اختاره الله لنا

مُساهمة من طرف jiji222 السبت 28 مايو 2011 - 18:50



الخيرة فيما اختاره الله



*


إن الخيرة للعبد فيما اختار له ربه، فإنه أعلم به منه،
وأرحم به من أمه التي ولدته، فما للعبد إلا أن يرضى بحكم ربه، ويفوض الأمر
إليه، ويكتفي بكفاية ربه وخالقه ومولاه.

*

والعبد لضعفه
ولعجزه لا يدري ما وراء حجب الغيب، فهو لا يرى إلا ظواهر الأمور. أما
الخوافي فعلمها عند ربي، فكم من محنة. صارت منحة وكم من بلية أصبحت عطية.
فالخير كامن في المكروه.


*

أبونا آدم أكل من الشجرة وعصى ربه فأهبطه إلى الأرض،
فظاهر المسألة أن آدم ترك الأحسن والأصوب ووقع عليه المكروه، ولكن عاقبة
أمره خير عظيم، وفضل جسيم، فإن الله تاب عليه وهداه واجتباه، وجعله نبياً،
وأخرج من صلبه رسلاً وأنبياء وعلماء وشهداء وأولياء ومجاهدين وعابدين
ومنفقين، فسبحان الله كما بين قوله: (اسْكُنْ أنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ
وَكُلا مِنهَا رَغَداً)، وبين قوله: (ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ
عَلَيْهِ وَهَدَى)، فإن حاله الأول سكن وأكل وشرب، وهذا حال عامة الناس
الذين لا هم لهم ولا طموحات، وأما حاله بعد الاجتباء والاصطفاء والنبوة
والهداية فحال عظيمة، ومنزلة كريمة وشرف باذخ.
*

وهذا داود – عليه السلام – ارتكب الخطيئة فندم وبكى،
فكانت في حقه نعمة من أجلّ النعم، فإنه عرف ربه معرفة العبد الطائع الذليل
الخاشع المنكسر، وهذا مقصود العبودية، فإن من أركان العبودية تمام الذل لله
عز وجل. وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن قوله – صلى الله عليه وسلم - :
"عجباً للمؤمن لا يقضي الله له شيئاً إلا كان خيراً له"، هل يشمل هذا قضاء
المعصية على العبد؟ قال: نعم؛ بشرطها من الندم والتوبة والاستغفار
والانكسار.
فظاهر الأمر في تقدير المعصية مكروه على العبد، وباطنه محبوب إذا اقترن بشرطه.

*


وخيرة الله للرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – ظاهرةا
باهرة، فإن كل مكروه وقع له صار محبوباً مرغوباً، فإن تكذيب قومه له؛
ومحاربتهم إياه كان سبباً في إقامة سوق الجهاد، ومناصرة الله، والتضحية في
سبيله، فكانت تلك الغزوات التي نصر الله فيها رسوله، فتحاً عليه، واتخذ
فيها من المؤمنين شهداء جعلهم من ورثة جنة النعيم، ولولا تلك المجابهة من
الكفار لم يحصل هذا الخير الكبير والفوز العظيم، ولما طُرد – صلى الله عليه
وسلم – من مكة كان ظاهر الأمر مكروهاً، ولكن في باطنه الخير والفلاح
والمنّة، فإنه بهذه الهجرة أقام – صلى الله عليه وسلم – دولة الإسلام، ووجد
أنصاراً، وتميز أهل الإيمان من أهل الكفر، وعرف الصادق في إيمانه وهجرته
وجهاده من الكاذب. ولما غُلب – عليه الصلاة والسلام – وأصحابه في أحد كان
الأمر مكروهاً في ظاهرةه، شديداً على النفوس، لكن ظهر له من الخير وحسن
الاختيار ما يفوق الوصف، فقد ذهب من بعض النفوس العجب بانتصار يوم بدر،
والثقة بالنفس، والاعتماد عليها، واتخذ الله من المسلمين شهداء أكرمهم
بالقتل كحمزة – سيد الشهداء، ومصعب – سفير الإسلام، وعبد الله بن عمرو والد
جابر الذي كلمه الله وغيرهم، وامتاز المنافقون بغزوة أحد، وفضح أمرهم،
وكشف الله أسرارهم وهتك أستارهم.. وقس على ذلك أحواله – صلى الله عليه وسلم
-، ومقاماته التي ظاهرها المكروه، وباطنها الخير له وللمسلمين.


*


ومن عرف حسن اختيار الله لعبده هانت عليه المصائب، وسهلت
عليه المصاعب، وتوقع اللطف من الله، واستبشر بما حصل، ثقة بلطف الله
وكرمه، وحسن اختياره، حينها يذهب حزنه وضجره وضيق صدره، ويسلم الأمر لربه
جل في علاه، فلا يتسخط، ولا يعترض، ولا يتذمّر، بل يشكر ويصبر، حتى تلوح له
العواقب، وتنقشع عنه سحب المصائب.


*

نوح عليه السلام يؤذى ألف عام إلا خمسين عاماً في سبيل
دعوته، فيصبر ويحتسب ويستمر في نشر دعوته إلى التوحيد ليلاً ونهاراً، سراً
وجهاراً، حتى ينجيه ربه ويهلك عدوه بالطوفان.


*

إبراهيم – عليه السلام – يُلقى في النار فيجعلها الله
برداً وسلاماً، ويحميه من النمرود، وينجيه من كيد قومه، وينصره عليهم،
ويجعل دينه خالداً في الأرض.


*

موسى – عليه السلام – يتربص به فرعون الدوائر، ويحيك له
المكائد، ويتفنن في إيذائه ويطاره، فينصره الله عليه ويعطيه العصا تلقف ما
يأفكون، ويشق له البحر ويخرج منه بمعجزة، ويهلك الله عدوه ويخزيه.


*

عيسى – عليه السلام – يحاربه بنو إسرائيل ويؤذونه في
سمعته وأمه ورسالته، ويريدون قتله فيرفعه الله إليه، وينصره نصراً مؤزراً،
ويبوء أعداؤه بالخسران.


*

رسولنا محمد – صلى الله عليه وسلم – يؤذيه المشركون
واليهود والنصارى أشد الإيذاء، ويذوق صنوف البلاء، من تكذيب ومجابهة ورد
واستهزاء وسخرية وسب وشتم واتهام بالجنون والكهانة والشعر والسحر
والافتراء، ويٌطرد ويٌحارب ويٌقتل أصحابه ويٌنكل بأتباعه، ويُتهم في زوجته،
ويذوق أصناف النكبات، ويهدد بالغارات، ويمر بأزمات، ويجوع ويفتقر، ويجرح،
وتكسر ثنيته، ويشج رأسه، ويفقد عمه أبا طالب الذي ناصره، وتذهب زوجته خديجة
التي واسته، ويحصر في الشعب حتى يأكل هو وأصحابه أوراق الشجر، وتموت بناته
في حياته، وتسيل روح ابنه إبراهيم بين يديه، ويُغلب في أحد، ويٌمزق عمه
حمزة، ويتعرض لعدة محاولات اغتيال، ويربط الحجر على بطنه من الجوع، ولا يجد
أحياناً خبز الشعير ولا رديء التمر، ويذوق الغصص ويتجرع كأس المعاناة،
ويُزلزل مع أصحابه زلزالاً شديداً، وتبلغ قلوبهم الحناجر، وتعكس مقاصده
أحياناً، ويبتلى بيته الجبابرة وصلب المتكبرين وسوء أدب الأعراب، وعجب
الأغنياء، وحقد اليهود، ومكر المنافقين، وبطء استجابة الناس، ثم تكون
العاقبة له، والنصر حليفه، والفوز رفيقه، فيظهر الله دينه، وينصر عبده،
ويهزم الأحزاب وحده، ويخذل أعداءه ويكبتهم ويخزيهم، والله غالب على أمره
ولكن أكثر الناس لا يعلمون

jiji222
jiji222
•-«[ المشرفة العامة ]»-•
•-«[ المشرفة العامة ]»-•


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الخيرة فيما اختاره الله لنا Empty رد: الخيرة فيما اختاره الله لنا

مُساهمة من طرف zeghdar الإثنين 30 مايو 2011 - 18:15

قال صلى الله عليه وسلم: [أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه إن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة]
جزاك الله خيرا اختي وانار دربك ويسر جميع امورك وبارك الله فيك
zeghdar
zeghdar
•-«[ مشرف بقسم القصص والروايات ]»-•
•-«[ مشرف بقسم القصص والروايات ]»-•


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الخيرة فيما اختاره الله لنا Empty رد: الخيرة فيما اختاره الله لنا

مُساهمة من طرف zinouba الخميس 2 يونيو 2011 - 20:26

موضوع رائع أختي الغالية جيجي بارك الله فيك
zinouba
zinouba
•-«[ مشرفة بقسم التنمية البشرية وتطوير الذات ]»-•
•-«[ مشرفة بقسم التنمية البشرية وتطوير الذات ]»-•


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الخيرة فيما اختاره الله لنا Empty رد: الخيرة فيما اختاره الله لنا

مُساهمة من طرف وردة الربيع الجمعة 3 يونيو 2011 - 10:23

المسلم بحاجة إلى تقوية إيمانه كي لايبتئس عندما يبتليه الله ليختبر إيمانه وكما قال الله عز وجل :*وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاوهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون* صدق الله العظيم
وردة الربيع
وردة الربيع
•-«[ مبدع جديد ]»-•
•-«[ مبدع جديد ]»-•


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الخيرة فيما اختاره الله لنا Empty رد: الخيرة فيما اختاره الله لنا

مُساهمة من طرف jiji222 الجمعة 3 يونيو 2011 - 21:20

zeghdar كتب:قال صلى الله عليه وسلم: [أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه إن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة]
جزاك الله خيرا اختي وانار دربك ويسر جميع امورك وبارك الله فيك
شكرا اخي وجزاك الله كل خير وبارك فيك و الله يفرحك ديما
شكرا على الدعاءو عدم بخلك في الرد....بانتظار رايك دوما

zinouba كتب:موضوع رائع أختي الغالية جيجي بارك الله فيك
لا شكر على واجب اختي العزيزة "زينوبة" و انت الاروع حبيبتي

وردة الربيع كتب:المسلم بحاجة إلى تقوية إيمانه كي لايبتئس عندما يبتليه الله ليختبر إيمانه وكما قال الله عز وجل :*وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاوهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون* صدق الله العظيم
شكرا اختي "وردة الربيع" على الرد المميز ..سرني جدا مرورك
jiji222
jiji222
•-«[ المشرفة العامة ]»-•
•-«[ المشرفة العامة ]»-•


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الخيرة فيما اختاره الله لنا Empty رد: الخيرة فيما اختاره الله لنا

مُساهمة من طرف وردة الربيع السبت 4 يونيو 2011 - 11:44

العفو أختي الغالية وأتمنى أن نكون عونا لبعضنا للإصلاح من نفوسنا
وردة الربيع
وردة الربيع
•-«[ مبدع جديد ]»-•
•-«[ مبدع جديد ]»-•


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الخيرة فيما اختاره الله لنا Empty رد: الخيرة فيما اختاره الله لنا

مُساهمة من طرف jiji222 السبت 4 يونيو 2011 - 20:23

وردة الربيع كتب:العفو أختي الغالية وأتمنى أن نكون عونا لبعضنا للإصلاح من نفوسنا
امييييييييييييييين يا رب فهذا هدفنا و مسعانا
بارك الله فيك اختي العزيزة و سدد خطاك
jiji222
jiji222
•-«[ المشرفة العامة ]»-•
•-«[ المشرفة العامة ]»-•


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى