مجتمع لوزارد lwazard™ community
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قد يكون للخطأ نفع إيجابي على حياتنا

اذهب الى الأسفل

قد يكون للخطأ نفع إيجابي على حياتنا Empty قد يكون للخطأ نفع إيجابي على حياتنا

مُساهمة من طرف وردة الربيع الأربعاء 16 نوفمبر 2011 - 11:42

هل من الممكن أن تحتوي الحياة على ذلك الحل السحري الموجود بلوحة مفاتيح الكمبيوتر "Ctrl z"، و الذي يتيح لنا أن نتراجع عن أخطائنا و ما فعلناه في لحظات السهو و الخطأ و الغفلة؟


أليس من الجيد أن يمتلك المرء منا القدرة على أن يقوم بمسح الأجزاء التي لا يريدها من حياته، و يستبدل بدلا بها أوقاتاً أكثر نُضجاً و وعياً و إدراكاً ؟


في الحقيقة أن كلا السؤالين - فضلاً عن عبثهما - من أسوأ الأسئلة التي يمكن أن يطرحها المرء منا؛ فهي - برغم حاجتنا لتأملها ابتداء - قادرة على إثارة حالة من العبث و الفوضى أكثر مما تضيفه من الوعي و الاتزان.


فلحظات التخبط و الضعف هي التي تزيد وعينا، و توسع مداركنا، و تُثري مخزوننا من الحكمة و الصواب و الفهم، و كثير من عظماء الحياة يمكنك أن تلحظ عظمتهم في لحظات ضعفهم، أو زللهم، أو خطئهم؛ حتى أن كُتّاب السيَر كانوا يبحثون كثيراً عن تلك اللحظة الحاسمة التي صنعت الشخصية التي يكتبون عنها، تلك اللحظة التي كانت في الغالب خطأ كبيراً، أو انكساراً مؤلماً، أو قلة وعي و إدراك، أو ربما فشلاً ذريعاً


حتى أديسون، أحد أكثر من حصلوا على براءات اختراع في التاريخ و مخترع المصباح الكهربي، كان دائماً يتفاخر بتجاربه الفاشلة ، التي اقتربت من الألف طريقة دون أن ينجح في اكتشاف المصباح، و يقول "ها قد أصبحت لديّ ألف طريقة متأكد أن إحداهما لا تصنع مصباحاً" ذلك الفخر الذي يعني أن ثمة فائدة من ورائه ستتحقق .. و قد كانت.


لقد توقفت يوماً سائلاً نفسي عن اللحظات التي لو عاد الزمان لحذَفْتها من حياتي؛ فلم أعشها قط، و صدقاً أجيب "لا شيء"؛ فحياة المرء منا تُبنى أحداثها فوق بعضها البعض كأي مبنى حجري، و ما من نجاح إلا و يتكئ على قاعدة من العمل و الجد و الجهد .. و أيضاً الفشل و التعثر و الإخفاق


لا أدّعي أننا يجب أن نقع في كل الأخطاء كي نتعلم بشكل كامل؛ فالذكي من اتّعظ بغيره، و استلهم من تدابير القدر، و تقلب الناس، و دوران الأيام آية و حكمة و درساً، و وفّر على نفسه ألم التجربة، و الزمن الذي يحتاجه للوعي و العودة إلى دائرة التصحيح، و لا أحاول أيضاً أن أبرر خطأ ارتكبته يوماً ما؛ فجميع أخطائنا يجب أن نصححها و نعتذر عنها؛ لكنني أودّ التنبيه على أننا سنخطئ بلا شك، و لن نملك عند الخطأ خيار "Ctrl z"؛ لكننا نملك خيارات أخرى أكثر نفعاً و جدوى، و هي خيارات (الندم و التوبة و استلهام الدرس و العبرة)؛ الندم على ذنب اقترفته في جنب الله، و توبة عن الرجوع إلى نفس الخطأ أو الزلل ثانية، و استلهام العبرة من ذلك الخطأ و الزلل و عدم الذهول عنه، و غضّ الطرف عما يحمله من حكمة و درس و عِظة.


و لعل هذا ما عناه سيد الخلق محمد عليه الصلاة و السلام حين قال في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه: "‏لو لم تذنبوا لذَهَب الله بكم، و جاء بقوم يُذنبون" ، و في رواية: "ثم يستغفرون فيغفر لهم‏" ؛ فهو تصريح بأن الخطأ يُعدّ أحد أسباب تحقق وجودنا على هذه الأرض، و التفاضل بين البشر يكون في قدرة كل شخص منهم على تصحيح الخطأ الذي ارتكبه ثم الاستفادة القصوى منه.


و هنا حريّ بك ألا تطمح في ضغط أي أزرار من نوعية "Ctrl z" كي تعيد تصحيح موقف ما، يكفيني عند الكبوة و السقوط أن تقول: "أستغفر الله" صادقاً في ندمك و توبتك، عازماً على ألا تقترف هذا الذنب ثانية؛ مستشعراً ضعفك و حولك أمام قوة الله و سلطانه ..


و حينها فقط تشعر بطعم الحياة الحقيقي.
وردة الربيع
وردة الربيع
•-«[ مبدع جديد ]»-•
•-«[ مبدع جديد ]»-•


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى