قد يكون للخطأ نفع إيجابي على حياتنا
صفحة 1 من اصل 1
قد يكون للخطأ نفع إيجابي على حياتنا
هل من الممكن أن تحتوي الحياة على ذلك الحل السحري الموجود بلوحة مفاتيح الكمبيوتر "Ctrl z"، و الذي يتيح لنا أن نتراجع عن أخطائنا و ما فعلناه في لحظات السهو و الخطأ و الغفلة؟
أليس من الجيد أن يمتلك المرء منا القدرة على أن يقوم بمسح الأجزاء التي لا يريدها من حياته، و يستبدل بدلا بها أوقاتاً أكثر نُضجاً و وعياً و إدراكاً ؟
في الحقيقة أن كلا السؤالين - فضلاً عن عبثهما - من أسوأ الأسئلة التي يمكن أن يطرحها المرء منا؛ فهي - برغم حاجتنا لتأملها ابتداء - قادرة على إثارة حالة من العبث و الفوضى أكثر مما تضيفه من الوعي و الاتزان.
فلحظات التخبط و الضعف هي التي تزيد وعينا، و توسع مداركنا، و تُثري مخزوننا من الحكمة و الصواب و الفهم، و كثير من عظماء الحياة يمكنك أن تلحظ عظمتهم في لحظات ضعفهم، أو زللهم، أو خطئهم؛ حتى أن كُتّاب السيَر كانوا يبحثون كثيراً عن تلك اللحظة الحاسمة التي صنعت الشخصية التي يكتبون عنها، تلك اللحظة التي كانت في الغالب خطأ كبيراً، أو انكساراً مؤلماً، أو قلة وعي و إدراك، أو ربما فشلاً ذريعاً
حتى أديسون، أحد أكثر من حصلوا على براءات اختراع في التاريخ و مخترع المصباح الكهربي، كان دائماً يتفاخر بتجاربه الفاشلة ، التي اقتربت من الألف طريقة دون أن ينجح في اكتشاف المصباح، و يقول "ها قد أصبحت لديّ ألف طريقة متأكد أن إحداهما لا تصنع مصباحاً" ذلك الفخر الذي يعني أن ثمة فائدة من ورائه ستتحقق .. و قد كانت.
لقد توقفت يوماً سائلاً نفسي عن اللحظات التي لو عاد الزمان لحذَفْتها من حياتي؛ فلم أعشها قط، و صدقاً أجيب "لا شيء"؛ فحياة المرء منا تُبنى أحداثها فوق بعضها البعض كأي مبنى حجري، و ما من نجاح إلا و يتكئ على قاعدة من العمل و الجد و الجهد .. و أيضاً الفشل و التعثر و الإخفاق
لا أدّعي أننا يجب أن نقع في كل الأخطاء كي نتعلم بشكل كامل؛ فالذكي من اتّعظ بغيره، و استلهم من تدابير القدر، و تقلب الناس، و دوران الأيام آية و حكمة و درساً، و وفّر على نفسه ألم التجربة، و الزمن الذي يحتاجه للوعي و العودة إلى دائرة التصحيح، و لا أحاول أيضاً أن أبرر خطأ ارتكبته يوماً ما؛ فجميع أخطائنا يجب أن نصححها و نعتذر عنها؛ لكنني أودّ التنبيه على أننا سنخطئ بلا شك، و لن نملك عند الخطأ خيار "Ctrl z"؛ لكننا نملك خيارات أخرى أكثر نفعاً و جدوى، و هي خيارات (الندم و التوبة و استلهام الدرس و العبرة)؛ الندم على ذنب اقترفته في جنب الله، و توبة عن الرجوع إلى نفس الخطأ أو الزلل ثانية، و استلهام العبرة من ذلك الخطأ و الزلل و عدم الذهول عنه، و غضّ الطرف عما يحمله من حكمة و درس و عِظة.
و لعل هذا ما عناه سيد الخلق محمد عليه الصلاة و السلام حين قال في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه: "لو لم تذنبوا لذَهَب الله بكم، و جاء بقوم يُذنبون" ، و في رواية: "ثم يستغفرون فيغفر لهم" ؛ فهو تصريح بأن الخطأ يُعدّ أحد أسباب تحقق وجودنا على هذه الأرض، و التفاضل بين البشر يكون في قدرة كل شخص منهم على تصحيح الخطأ الذي ارتكبه ثم الاستفادة القصوى منه.
و هنا حريّ بك ألا تطمح في ضغط أي أزرار من نوعية "Ctrl z" كي تعيد تصحيح موقف ما، يكفيني عند الكبوة و السقوط أن تقول: "أستغفر الله" صادقاً في ندمك و توبتك، عازماً على ألا تقترف هذا الذنب ثانية؛ مستشعراً ضعفك و حولك أمام قوة الله و سلطانه ..
و حينها فقط تشعر بطعم الحياة الحقيقي.
أليس من الجيد أن يمتلك المرء منا القدرة على أن يقوم بمسح الأجزاء التي لا يريدها من حياته، و يستبدل بدلا بها أوقاتاً أكثر نُضجاً و وعياً و إدراكاً ؟
في الحقيقة أن كلا السؤالين - فضلاً عن عبثهما - من أسوأ الأسئلة التي يمكن أن يطرحها المرء منا؛ فهي - برغم حاجتنا لتأملها ابتداء - قادرة على إثارة حالة من العبث و الفوضى أكثر مما تضيفه من الوعي و الاتزان.
فلحظات التخبط و الضعف هي التي تزيد وعينا، و توسع مداركنا، و تُثري مخزوننا من الحكمة و الصواب و الفهم، و كثير من عظماء الحياة يمكنك أن تلحظ عظمتهم في لحظات ضعفهم، أو زللهم، أو خطئهم؛ حتى أن كُتّاب السيَر كانوا يبحثون كثيراً عن تلك اللحظة الحاسمة التي صنعت الشخصية التي يكتبون عنها، تلك اللحظة التي كانت في الغالب خطأ كبيراً، أو انكساراً مؤلماً، أو قلة وعي و إدراك، أو ربما فشلاً ذريعاً
حتى أديسون، أحد أكثر من حصلوا على براءات اختراع في التاريخ و مخترع المصباح الكهربي، كان دائماً يتفاخر بتجاربه الفاشلة ، التي اقتربت من الألف طريقة دون أن ينجح في اكتشاف المصباح، و يقول "ها قد أصبحت لديّ ألف طريقة متأكد أن إحداهما لا تصنع مصباحاً" ذلك الفخر الذي يعني أن ثمة فائدة من ورائه ستتحقق .. و قد كانت.
لقد توقفت يوماً سائلاً نفسي عن اللحظات التي لو عاد الزمان لحذَفْتها من حياتي؛ فلم أعشها قط، و صدقاً أجيب "لا شيء"؛ فحياة المرء منا تُبنى أحداثها فوق بعضها البعض كأي مبنى حجري، و ما من نجاح إلا و يتكئ على قاعدة من العمل و الجد و الجهد .. و أيضاً الفشل و التعثر و الإخفاق
لا أدّعي أننا يجب أن نقع في كل الأخطاء كي نتعلم بشكل كامل؛ فالذكي من اتّعظ بغيره، و استلهم من تدابير القدر، و تقلب الناس، و دوران الأيام آية و حكمة و درساً، و وفّر على نفسه ألم التجربة، و الزمن الذي يحتاجه للوعي و العودة إلى دائرة التصحيح، و لا أحاول أيضاً أن أبرر خطأ ارتكبته يوماً ما؛ فجميع أخطائنا يجب أن نصححها و نعتذر عنها؛ لكنني أودّ التنبيه على أننا سنخطئ بلا شك، و لن نملك عند الخطأ خيار "Ctrl z"؛ لكننا نملك خيارات أخرى أكثر نفعاً و جدوى، و هي خيارات (الندم و التوبة و استلهام الدرس و العبرة)؛ الندم على ذنب اقترفته في جنب الله، و توبة عن الرجوع إلى نفس الخطأ أو الزلل ثانية، و استلهام العبرة من ذلك الخطأ و الزلل و عدم الذهول عنه، و غضّ الطرف عما يحمله من حكمة و درس و عِظة.
و لعل هذا ما عناه سيد الخلق محمد عليه الصلاة و السلام حين قال في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه: "لو لم تذنبوا لذَهَب الله بكم، و جاء بقوم يُذنبون" ، و في رواية: "ثم يستغفرون فيغفر لهم" ؛ فهو تصريح بأن الخطأ يُعدّ أحد أسباب تحقق وجودنا على هذه الأرض، و التفاضل بين البشر يكون في قدرة كل شخص منهم على تصحيح الخطأ الذي ارتكبه ثم الاستفادة القصوى منه.
و هنا حريّ بك ألا تطمح في ضغط أي أزرار من نوعية "Ctrl z" كي تعيد تصحيح موقف ما، يكفيني عند الكبوة و السقوط أن تقول: "أستغفر الله" صادقاً في ندمك و توبتك، عازماً على ألا تقترف هذا الذنب ثانية؛ مستشعراً ضعفك و حولك أمام قوة الله و سلطانه ..
و حينها فقط تشعر بطعم الحياة الحقيقي.
وردة الربيع- •-«[ مبدع جديد ]»-•
مواضيع مماثلة
» القيمة في حياتنا
» كيف يكون للمستحيل معنا
» اتحب ان يكون لك مثل هذا القط ;)
» تشكيلة كبيرة من الكلمات المستخدمة في حياتنا اليومية - A big collection of daily used words
» لاينبغي لصديق أن يكون لعانا
» كيف يكون للمستحيل معنا
» اتحب ان يكون لك مثل هذا القط ;)
» تشكيلة كبيرة من الكلمات المستخدمة في حياتنا اليومية - A big collection of daily used words
» لاينبغي لصديق أن يكون لعانا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 18 فبراير 2019 - 14:56 من طرف وردة الربيع
» دعاء مقاتل بن سليمان لقضاء الحاجات
الإثنين 18 فبراير 2019 - 14:04 من طرف وردة الربيع
» دعاء مكتوب على حيطان الجنة
الأحد 17 فبراير 2019 - 14:07 من طرف وردة الربيع
» قصة رقم (3) عن الملحين في الدعاء
الأحد 17 فبراير 2019 - 13:30 من طرف وردة الربيع
» قصة رقم (2) عن الملحين في الدعاء
الأحد 17 فبراير 2019 - 13:25 من طرف وردة الربيع
» قصة حقيقية عن الملحين في الدعاء(1)
الأحد 17 فبراير 2019 - 13:21 من طرف وردة الربيع
» دلالات الألوان في علم النفس
الأحد 17 فبراير 2019 - 12:58 من طرف وردة الربيع
» حكم وعبارات مستوحاة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام
السبت 16 فبراير 2019 - 18:15 من طرف وردة الربيع
» تجنبن الذهاب الى الأسواق أيتها المسلمات
السبت 16 فبراير 2019 - 18:07 من طرف وردة الربيع
» ارتداء الحجاب عبادة وليس عادات وتقاليد
السبت 16 فبراير 2019 - 18:02 من طرف وردة الربيع
» خطوات علاجية من القرآن
السبت 16 فبراير 2019 - 17:32 من طرف وردة الربيع
» مالاتعرفينه أخواتي عن أضرار المكياج
السبت 16 فبراير 2019 - 17:15 من طرف وردة الربيع
» اقوال اغلى من الذهب
السبت 16 فبراير 2019 - 17:05 من طرف وردة الربيع
» الدعاء لله في جوف الليل
السبت 16 فبراير 2019 - 15:58 من طرف وردة الربيع
» دعاء من أعماق القلب للمتوفي
السبت 16 فبراير 2019 - 15:34 من طرف وردة الربيع
» نوكيا x6 يعود إليكم بحلة جديدة
السبت 16 فبراير 2019 - 15:03 من طرف وردة الربيع
» حيل ذكية تحتاجينها في المطبخ
السبت 16 فبراير 2019 - 14:11 من طرف وردة الربيع
» وصف تمثيلي النعيم الجنان
السبت 16 فبراير 2019 - 12:52 من طرف وردة الربيع
» كنوز وأسرار في الصلاة على النبي المختار
الجمعة 15 فبراير 2019 - 18:13 من طرف وردة الربيع
» إحذر عبارة لن يستجيب الله لي من أعماقك
الجمعة 15 فبراير 2019 - 17:18 من طرف وردة الربيع
» شكرا وامتنان
الجمعة 15 فبراير 2019 - 16:15 من طرف وردة الربيع
» هل تعلم ماذا يأكل أهل الجنة عند دخولهم الجنة
الجمعة 15 فبراير 2019 - 15:40 من طرف وردة الربيع
» تجيبوا صغائر الذنوب وكبارها
الجمعة 15 فبراير 2019 - 15:06 من طرف وردة الربيع
» دروس BDM نسخة جديدة معدلة ومنقحة
الإثنين 20 مارس 2017 - 20:07 من طرف جمال
» مناجاة الخالق
الخميس 31 ديسمبر 2015 - 18:52 من طرف biohay2006