مجتمع لوزارد lwazard™ community
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير قوله تعالى :"ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب"

اذهب الى الأسفل

تفسير قوله تعالى :"ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب" Empty تفسير قوله تعالى :"ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب"

مُساهمة من طرف وردة الربيع الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 12:58

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‏:‏ ‏{‏‏ﻭَﻣَﻦ ﻳَﺘَّﻖِ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺠْﻌَﻞ ﻟَّﻪُ ﻣَﺨْﺮَﺟًﺎ ﻭَﻳَﺮْﺯُﻗْﻪُ ﻣِﻦْ ﺣَﻴْﺚُ ﻟَﺎ ﻳَﺤْﺘَﺴِﺐُ ﻭَﻣَﻦ ﻳَﺘَﻮَﻛَّﻞْ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻓَﻬُﻮَ ﺣَﺴْﺒُﻪُ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺑَﺎﻟِﻎُ ﺃَﻣْﺮِﻩِ ﻗَﺪْ ﺟَﻌَﻞَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟِﻜُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻗَﺪْﺭًﺍ‏} ‏[‏ﺍﻟﻄﻼ‌ﻕ‏:‏ 2- 3‏]‏ ﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ "ﻟﻮ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻵ‌ﻳﺔ ﻟﻜﻔﺘﻬﻢ"‏‏، ﻭﻗﻮﻟﻪ‏:‏ ‏{‏‏ﻣَﺨْﺮَﺟًﺎ‏}‏‏ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ‏:‏ ﺃﻱ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺿﺎﻕ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻵ‌ﻳﺔ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻘﻮﻟﻪ‏:‏ ‏{‏‏ﺇِﻳَّﺎﻙَ ﻧَﻌْﺒُﺪُ ﻭﺇِﻳَّﺎﻙَ ﻧَﺴْﺘَﻌِﻴﻦُ‏} ‏[‏ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ‏:‏ 5‏]‏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻹ‌ﻟﻬﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭ ﺑﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺗﻘﻮﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﻃﺎﻋﺘﻪ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻣﺘﻘﺎﺭﺑﺔ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﻣﺘﻼ‌ﺯﻣﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ،ﻓﻤﻦ ﻳﺘﻘﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺜﺎﻝ‏:‏ ‏{‏‏ﺇِﻳَّﺎﻙَ ﻧَﻌْﺒُﺪُ‏}‏‏، ﻭﻣﻦ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺜﺎﻝ‏:‏ ‏{‏‏ﻭﺇِﻳَّﺎﻙَ ﻧَﺴْﺘَﻌِﻴﻦُ‏}‏‏، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ‏:‏ ‏{‏‏ﻓَﺎﻋْﺒُﺪْﻩُ ﻭَﺗَﻮَﻛَّﻞْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ}‏‏ ‏[‏ﻫﻮﺩ‏:‏123‏]‏، ﻭﻗﺎﻝ‏:‏‏{‏‏ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﺗَﻮَﻛَّﻠْﻨَﺎ ﻭَﺇِﻟَﻴْﻚَ ﺃَﻧَﺒْﻨَﺎ}‏‏ ‏[‏ﺍﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ‏:‏ 4‏]‏، ﻭﻗﺎﻝ‏:‏ ‏{‏‏ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺗَﻮَﻛَّﻠْﺖُ ﻭَﺇِﻟَﻴْﻪِ ﺃُﻧِﻴﺐُ}‏‏ ‏[‏ﺍﻟﺸﻮﺭﻱ‏:‏ 10‏]‏‏.

‏‏ ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻟﻠﺘﻘﻮﻯ ﻓﺎﺋﺪﺗﻴﻦ‏:‏ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﻣﺨﺮﺟﺎ، ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺯﻗﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ‌ ﻳﺤﺘﺴﺐ‏.

‏‏ ﻭﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻭﺍﻟﺸﺪﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﻭﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﺮﺯﻕ، ﻓَﺒَﻴﻦ ﺃﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﺮﺯﻕ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ‏:‏ ‏{‏‏ﺃَﻃْﻌَﻤَﻬُﻢ ﻣِّﻦ ﺟُﻮﻉٍ ﻭَﺁﻣَﻨَﻬُﻢ ﻣِّﻦْ ﺧَﻮْﻑٍ}‏‏ ‏[‏ﻗﺮﻳﺶ‏:‏ 4‏]‏؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ "ﻭﻫﻞ ﺗﻨﺼﺮﻭﻥ ﻭﺗﺮﺯﻗﻮﻥ ﺇﻻ‌ ﺑﻀﻌﻔﺎﺋﻜﻢ‏؟‏ ﺑﺪﻋﺎﺋﻬﻢ، ﻭﺻﻼ‌ﺗﻬﻢ، ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭﻫﻢ‏"‏‏ ﻫﺬﺍ ﻟﺠﻠﺐ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻟﺪﻓﻊ ﺍﻟﻤﻀﺮﺓ‏.

‏‏ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓَﺒَﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺴﺒﻪ، ﺃﻱ‏:‏ ﻛﺎﻓﻴﻪ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻪ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ‏:‏ ‏{‏‏ﺃَﻟَﻴْﺲَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻜَﺎﻑٍ ﻋَﺒْﺪَﻩُ‏} ‏[‏ﺍﻟﺰﻣﺮ‏:‏ 36‏]‏ ﺧﻼ‌ﻓﺎ ﻟﻤﻦ ﻗﺎﻝ‏:‏ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ‏.‏

ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻎ ﺃﻣﺮﻩ، ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻛﺎﻟﻌﺎﺟﺰ، ‏{‏‏ﻗَﺪْ ﺟَﻌَﻞَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟِﻜُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻗَﺪْﺭًﺍ}‏‏ ‏[‏ﺍﻟﻄﻼ‌ﻕ‏:‏ 3‏]‏ ﻭﻗﺪ ﻓﺴﺮﻭﺍ ﺍﻵ‌ﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺑﺎﻟﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ، ﻭﺍﻟﺬﻭﻕ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ‏:‏ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺑَﺸَﺮٍ، ﻭﻳﻔﻄﻨﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺠﺮﺑﺔ، ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﻜﻲ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ‏:‏‏{‏‏ﺇَﻥ ﺗَﺘَّﻘُﻮﺍْ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻳَﺠْﻌَﻞ ﻟَّﻜُﻢْ ﻓُﺮْﻗَﺎﻧًﺎ}‏‏ ‏[‏ﺍﻷ‌ﻧﻔﺎﻝ‏:‏29‏]‏ ﺃﻧﻪ ﻧﻮﺭ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ‏:‏ ﺑﺼﺮًﺍ، ﻭﺍﻵ‌ﻳﺔ ﺗﻌﻢ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﻀﻴﻖ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ‏:‏ ‏{‏‏ﻓَﻤَﻦ ﻳُﺮِﺩِ ﺍﻟﻠّﻪُ ﺃَﻥ ﻳَﻬْﺪِﻳَﻪُ ﻳَﺸْﺮَﺡْ ﺻَﺪْﺭَﻩُ ﻟِﻺ‌ِﺳْﻼ‌َﻡِ ﻭَﻣَﻦ ﻳُﺮِﺩْ ﺃَﻥ ﻳُﻀِﻠَّﻪُ ﻳَﺠْﻌَﻞْ ﺻَﺪْﺭَﻩُ ﺿَﻴِّﻘًﺎ ﺣَﺮَﺟًﺎ ﻛَﺄَﻧَّﻤَﺎ ﻳَﺼَّﻌَّﺪُ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀ‏} ‏[‏ﺍﻷ‌ﻧﻌﺎﻡ‏:‏ 125‏]‏، ﻭﺗﻌﻢ ﺫﻭﻕ ﺍﻷ‌ﺟﺴﺎﺩ ﻭﺫﻭﻕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ، ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ‏:‏ ‏{‏‏ﻭَﻣِﻤَّﺎ ﺭَﺯَﻗْﻨَﺎﻫُﻢْ ﻳُﻨﻔِﻘُﻮﻥَ}‏‏ ‏[‏ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ‏:‏ 3‏]‏، ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ‏:‏ ‏{‏‏ﺃَﻧﺰَﻝَ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀ ﻣَﺎﺀ‏} ‏[‏ﺍﻷ‌ﻧﻌﺎﻡ‏:‏ 99‏]‏، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ‏.‏
وردة الربيع
وردة الربيع
•-«[ مبدع جديد ]»-•
•-«[ مبدع جديد ]»-•


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى